متابعات المجلس السودان
كشفت معارك الصالحة جنوب أم درمان عن أسرار خطيرة ومفاجآت صادمة، حيث تمكنت القوات المسلحة السودانية من السيطرة على أكبر مخزون استراتيجي للأسلحة والذخائر التي كانت تعتمد عليها مليشيا التمرد في حرب الخرطوم، بعد أن ظنت أن تلك الترسانة ستحميها من دخول الجيش إلى عمق أوكارها المعقدة.
المزيد من الاخبار
وإذا كانت معركة الخوي بكردفان قد سجلت أعلى خسائر بشرية ولوجستية في صفوف المليشيا، فإن معركة تطهير الصالحة فضحت البنية العسكرية للمتمردين وكشفت هشاشة منظومتهم رغم تحصيناتهم وتشابك مصالحهم داخل فوضى الحرب.
الجيش أظهر خلال العملية تكتيكاً متقدماً وروح قتال عالية من الجيل الجديد لمقاتليه، الذين ترجموا مبدأ “الصبر الاستراتيجي” إلى واقع، عبر حصار محكم قطع سبل الهروب عن المليشيا التي انهارت سريعاً أمام التقدم المنظم.
أما البعد الإنساني، فكان بارزاً في مشهد استقبال الأهالي للجيش، حيث عمّت موجات الفرح والانعتاق، لتفاجئ بذلك المليشيا التي كانت تظن أن صالحة ضمن حواضنها الشعبية.
ولن يُنسى مشهد الصناديق المتعفنة المملوءة بجثث ضحايا المليشيا، كدليل دامغ على مدى الوحشية التي مارستها عصابات التمرد العابرة للحدود
