وزير الخارجية السوداني: وساطة الرئيس التركي بين الخرطوم وأبوظبي واعدة
المجلس السوداني
أكد وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، أن مبادرة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للوساطة بين الخرطوم وأبوظبي “ستكون لها مردودات إيجابية” على السودان.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول، أضاف الشريف: “في هذه الحرب، وجدنا تفهماً من القيادة التركية للأوضاع في السودان، وبُحثت المسائل المتعلقة بالحرب بصورة وثيقة جداً”.
وأشار الشريف إلى أن تركيا، بقيادة الرئيس أردوغان، “وقفت موقفاً كريماً وعظيماً مع الشعب السوداني والدولة السودانية، وكانت واضحة في كل مواقفها، وهي مع سيادة الدولة السودانية والحفاظ على مقدراتها”.
وشدد على أن السودان وشعبه تربطهما علاقات “وطيدة ووثيقة وتاريخية” مع تركيا حكومةً وشعباً، مضيفاً: “آخر ما تقدم به الرئيس أردوغان هو عرض الوساطة بين السودان والإمارات، وهذه المبادرة سيكون لها مردود إيجابي على السودان حكومةً وشعباً وقيادةً”.
وأوضح الشريف أن المبادرة التركية ليست الوحيدة، فهناك مسار منبر جدة (بين الجيش وقوات الدعم السريع) موجه إلى الجوانب الإنسانية، واتُخذت قرارات في مايو/أيار 2023.
واستدرك قائلاً: “لكن لم تلتزم المليشيا المتمردة (الدعم السريع) بتنفيذ مخرجات جدة، ولا عودة لمسار جدة إلا بتنفيذ المليشيا لمخرجاته، وعلى رأسها الانسحاب من المواقع التي تحتلها”.
وشدد الشريف على أن الجيش السوداني يحقق هذه الأيام “انتصارات” كبيرة في “معركة الكرامة”، في إشارة إلى الحرب ضد “الدعم السريع”.
وقال: “هذا يحدث بجهد كبير من الدولة، التي واجهت مؤامرة كبرى منذ 15 أبريل 2023.. مؤامرة استهدفت هوية السودان ومقدرات شعبه”.
وأكد أن “الذي يدفع فاتورة هذه الحرب والثمن الغالي لها هو الشعب السوداني؛ لأنه هو الذي يتعرض للانتهاكات غير المسبوقة في تاريخ الشعوب”.
وأضاف: “ما يتحقق من نصر الآن تلعب فيه المقاومة الشعبية (متطوعون يقاتلون بجانب الجيش) دوراً أساسياً، وهم من بين أبناء الشعب قرروا أن يدافعوا عن أرضهم وعرضهم وأهلهم. الآن المعركة تسير بصورة جيدة جداً”.
وبخصوص علاقات بلاده مع تركيا، قال إنها “متميزة” وإن التعاون يمتد في مختلف المجالات، ويلعب دوراً كبيراً جداً في صمود الشعب والجيش السوداني وفي الانتصارات التي تتحقق.
وأردف: “في الوقت الذي نخوض فيه المعركة، نقول أيضاً إننا منفتحون على أي جهود لإنهاء الحرب والتوصل إلى سلام دائم والوصول لاستقرار السودان وإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
واستدرك: “لكن هناك شرطين أساسيين لهذا السلام، الأول هو أن تنتهي كل الجيوش ويكون هناك جيش واحد للسودان، والثاني ألا يكون لقادة الدعم السريع ومن وقفوا معهم أي دور سياسي في مرحلة السلام”.
وشدد على أن “هذا شرط أساسي، متروك للشعب السوداني أن يحدد من يحكمه بعد أن تستقر الأوضاع وتنتهي فترة انتقالية بانتخابات حرة ونزيهة”.
وبشأن الخلاف مع أبوظبي، قال الشريف إن “تقرير لجنة الخبراء في مجلس الأمن المشكّلة بموجب القرار 1591، هو الذي أشار إلى أن الإمارات تقدم مساعدات عسكرية (للدعم السريع) عبر مطار في تشاد”.
وأضاف: “بعد ذلك حدثت دراسات إحصائية عديدة قامت بها مؤسسات أمريكية وغربية، وأوضحت أن هذا الدعم يأتي من الإمارات”.
وأكد أن السودان تربطه “علاقات طيبة جداً” مع الإمارات، وشارك العديد من السودانيين في نهضتها.
الشريف أعرب عن تمنياته بأن “تنجح بعض المبادرات، وبينها مبادرة الرئيس التركي القائد الحكيم المحنك الذي أبدى استعداده، بعد نجاح وساطته بين إثيوبيا والصومال، للتوسط بين السودان والإمارات”.
ورأى أن “هذه فرصة يمكن أن تقود إلى مزيد من التفاهم ومزيد من العمل الجاد لوقف الحرب بالصورة التي يريدها السودان”.
عن العلاقات مع موسكو، قال الشريف إن “علاقتنا مع روسيا واضحة وجيدة جداً وتسير بصورة إيجابية”.
وتابع: “الموقف الروسي (من الحرب) إيجابي جداً، والدليل أن روسيا أوقفت قراراً في مجلس الأمن بالفيتو كان يرمي إلى استخدام المجلس لإرسال قوات لحماية المدنيين في السودان”.
ورأى أن الموقف الروسي أعطى “درساً هاماً” للولايات المتحدة وبريطانيا وبقية الدول الغربية “أنهم لا يمكن أن يسيروا في اتجاه فرض إرادتهم على الشعوب والدول”.
الشريف قال إن “الولايات المتحدة والدول الغربية ودول الاتحاد الأوروبي لا ترى في الحرب بالسودان إلا حرباً بين طرفين، يعني لا ترى أنها حرب ضد الشرعية، إنما حرب بين طرفين أو جنرالين، وهذا فيه عدم أمانة وازدواجية معايير”.
وأردف: “هذه الدول تتحدث عن حقوق الإنسان السوداني والمجاعة، هناك بعض المناطق بها فقر، ولكن الفقر موجود في أمريكا نفسها”.
واستدرك: “لكن لا توجد مجاعة (في السودان) بالصورة التي تحاول هذه الجهات تصويرها”.
تتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
وتطرق الشريف إلى انتقال السلطة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.