المجلس السوداني
المجلس السوداني

كيكل ودرع السودان .. حرب المسيرات والإشاعات

كيكل ودرع السودان .. حرب المسيرات والإشاعات

بقلم

يوسف عمارة أبوسن

متابعات المجلس السوداني

لم يكن الاستهداف الذي طال معسكر الأبايتور لقوات درع السودان بمنطقة البطانة أمس ، عبر هجمات من طائرة مسيرة، مجرد حلقة عابرة في سلسلة الصراع الدائر في السودان، لقد سلط هذا الحدث الضوء مجدداً على قوات درع السودان وقائدها الذي يتصدر قائمة المطلوبين لدى مليشيا الد. عم السريع: القائد أبو عاقلة كيكل. إن تكرار استهداف كيكل ودرع السودان ، والتكثيف الملحوظ للحملات الإعلامية ضد الدرع عبر أبواق الد. عم السريع، وفي مقدمتها غرف تحالف “صمود”، يستدعي تحليلاً معمقاً للأسباب التي تجعل القائد كيكل هدفاً رئيسياً لهذه المليشيا وذراعها الإعلامي.

يكمن جوهر الأمر في أن قوات درع السودان تمثل تهديداً حقيقياً ومباشراً لمشروع الدعم السريع ومنطقه القائم على التضليل والادعاءات الزائفة، فمن ناحية عسكرية، شكل انسلاخ قائد درع السودان عن صفوف التمرد وانضمامه إلى القوات المسلحة نقطة تحول مؤثرة، فلم يكن كيكل مجرد قائد عادي، بل كان يمتلك وزناً وتأثيراً، ومعرفة واسعة بالعديد من خبايا المليشيا وتكتيكاتها، وهذه المعرفة تشكل كنزاً للمؤسسة العسكرية الشرعية، والأهم من ذلك، أن انشقاق القائد كيكل بقواته يمثل ضربة معنوية ونفسية قوية لقادة التمرد الميدانيين، وقد يدفع آخرين إلى التفكير في ذات المسار، خاصة مع تزايد الأدلة على وحشية المليشيا وعشوائية أهدافها، وهذا التأثير على معنويات جنود المليشيا ووحدتهم الداخلية هو ما تخشاه قيادة الد. عم السريع بشدة.

علاوة على البعد العسكري، يمثل كيكل تحدياً وجودياً للتصور الذي يحاول الدعم السريع تسويقه عن نفسه كممثل للمهمشين ومدافع عن حقوقهم، فجذور أبو عاقلة كيكل التي تعود لمنطقة البطانة، وهي من المناطق التي عانت من التهميش التنموي والخدمي على مر العقود، ومع ذلك اختار كيكل الاصطفاف إلى جانب الدولة ومؤسستها العسكرية في وجه التمرد، هذا الموقف ينسف بشكل قاطع ادعاءات مليشيا الد.عم الس.ريع بأنها تمثل إرادة المهمشين، ويفضح حقيقة أن الصراع ليس صراع تهميش بقدر ما هو صراع على السلطة والثروة والهوية، تقوده مليشيا عابرة للمناطق تسعى لفرض هيمنتها بالقوة، فوجود كيكل في صف الدولة، وهو ابن بيئة مهمشة، يدحض هذا التصور ويظهر أن الولاء للوطن يتجاوز الانتماءات الضيقة ومظالم الماضي.

من هنا، يصبح استهداف كيكل إعلامياً ونفسياً ضرورة ملحة بالنسبة للمليشيا وغرف عملياتها الإعلامية مثل تحالف “صمود”،. والهدف هو تشويه صورته، وتجريمه، وتلفيق التهم له، بهدف تجريده من أي غطاء وطني أو شعبي اكتسبه بموقفه الأخير. يسعون إلى تصويره كـ”خائن” أو “مرتزق” أو أي صفة أخرى تشوه انسلاخه وتجعله يبدو كفعل فردي لا يحمل أي معنى وطني أو أخلاقي.

هم يدركون أن تركيز كيكل على القتال تحت راية وطنية جامعة، ودفاعه عن أهل الوسط الذين تعرضوا لانتهاكات مريعة ، هو ما يكسبه التعاطف ويقوض ادعاءاتهم بأنهم وحدهم من يحمل هموم “المهمشين”،. لذلك فإن ملاحقة مليشيا الد. عم السريع للقائد أبو عاقلة كيكل واستهدافه المتكرر، سواء بالمسيرات في البطانة أو بحملات التشويه الإعلامي الممنهجة، ليس عملاً عشوائياً، إنه فعل مدفوع بإدراك عميق لحجم التهديد الذي يمثله كيكل لمشروعهم الانقلابي، فهو يهدد وحدتهم العسكرية بانشقاقه، ويهدد منطقهم التبريري بانتمائه وموقفه، لذلك سيظل في مرمى نيرانهم، كهدف عسكري وإعلامي رئيسي، في محاولة يائسة لإخماد صوت الوطنية الذي يمثله، وطمس الحقيقة التي يجسدها بوقوفه ضد التمرد لصالح الدولة وكل أبناء السودان.

 

يوسف عمارة أبوسن

19 مايو 2025

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.