“طريق الموت”… معاناة متجددة لآلاف الأسر في قرى جنوب ووسط الفاو
القضارف – متابعات المجلس السوداني
في مشهد يتكرر كل عام، ومع حلول موسم الخريف، تعيش أكثر من 30 قرية بمنطقة الفاو في ولاية القضارف مأساة إنسانية صامتة بسبب تدهور طريق “الفاو – القرية 3″، والذي تحول من شريان حياة إلى “طريق للموت”.
مأساة موسمية تتجدد كل خريف
مع تساقط الأمطار الغزيرة، يتحول الطريق إلى مستنقعات موحلة تغمرها السيول، مما يؤدي إلى عزلة شبه تامة عن مدينة الفاو والطريق القومي. يتوقف وصول الخدمات الأساسية، وتتعطل حركة المواطنين، لتصبح الرحلات إلى المستشفيات والمدارس مخاطرة قد تنتهي بالموت.
ويؤكد الأهالي أن الخطر الأكبر يهدد النساء الحوامل، المرضى، والأطفال، حيث يسجل الطريق سنويًا حالات وفاة مأساوية أثناء محاولات نقلهم للعلاج أو في حالات الطوارئ.
انهيار في الخدمات الصحية وغياب الحلول الرسمية
داخل القرى المتضررة، يعاني المواطنون من انهيار كامل في النظام الصحي، فلا توجد مستشفيات مجهزة ولا سيارات إسعاف ولا مراكز صحية تقدم الحد الأدنى من الخدمات الطبية.
وفي حالات الولادة الحرجة أو الأمراض المستعصية، يصبح الانتظار أشبه بحكم بالإعدام.
جهد شعبي… والأمل معقود على الاستجابة الرسمية
ورغم النداءات المتكررة التي أطلقها المواطنون على مدار الأعوام الماضية، لم تتلقَ القرى أي استجابة رسمية فاعلة من السلطات المختصة حتى الآن.
وفي خطوة تعكس تمسك الأهالي بالأمل والإرادة الشعبية، أطلق سكان القرى المتضررة مؤخرًا حملة شعبية واسعة، حيث اجتمع أكثر من 1,500 مواطن من أبناء جنوب ووسط الفاو، وأعلنوا مبادرة مجتمعية لجمع التبرعات وتنفيذ صيانة عاجلة للطريق، مع تقديم مذكرة رسمية لولاية القضارف.
مناشدة مفتوحة للمسؤولين
يوجه المواطنون مناشدتهم اليوم إلى السيد والي ولاية القضارف، وكافة الجهات الحكومية ذات الصلة، بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ هذا الطريق الحيوي وإنهاء معاناة آلاف الأسر التي تواجه العزلة والموت كل خريف.