متابعات المجلس السوداني
الفاشر – شمال دارفور
تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أسوأ كارثة إنسانية منذ اندلاع الحرب، وسط تصاعد وتيرة العنف والحصار الخانق الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة المنكوبة. وتحولت الحياة اليومية لسكان الفاشر إلى صراع مرير من أجل البقاء، في ظل انعدام المواد الغذائية وانهيار شبه كامل لسلاسل الإمداد.
وأفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن المواطنين اضطروا لتناول أوراق الأشجار وعلف الحيوانات كوسيلة للبقاء، بعد أن أصبحت حتى وجبة “العدسية” – التي كانت تعد رمزًا للتقشف – حلمًا بعيد المنال، في حين توقفت معظم المطابخ الجماعية التي كانت تُعنى بإطعام الفقراء والنازحين، بسبب غياب الدعم.
وتفاقم الوضع الصحي بعد لجوء بعض السكان إلى استخدام ملح الأفران الصناعي، غير الصالح للاستهلاك البشري، كبديل للملح الغذائي، ما يهدد بظهور أمراض خطيرة في بيئة تفتقر لأبسط مقومات الرعاية الطبية.
في المقابل، تتعرض المدينة لحملات قصف مكثف استهدفت الأسواق، والمنازل، ومراكز الإيواء، مما زاد من معاناة آلاف المدنيين الذين يرزحون أصلًا تحت وطأة النزوح وفقدان المأوى والأمان.
وأطلقت تنسيقية لجان المقاومة نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى المنظمات الإغاثية الدولية، ومؤسسات العمل الإنساني، وكل أصحاب الضمائر الحية، للتدخل الفوري ودعم المطابخ الجماعية وتكايا الفاشر، التي أصبحت الأمل الأخير لمئات الآلاف من الجوعى في مدينة تموت بصمت.