بقلـــــم ✒️/ محمد العياشي
تتجه الأحداث في إيران نحو تصعيد خطير ينذر باندلاع حرب قد تُستخدم لإخماد الانتفاضات الشعبية المتزايدة. في خضم التوترات الدولية، يسعى النظام الإيراني، تحت قيادة خامنئي، إلى تعزيز حصونه الدفاعية أمام الغضب الذي يشتعل في الشوارع.
تتجلى مخاوف النظام من تأثيرات الحرب من خلال جولة نائب وزير خارجيته، عباس عراقجي، في دول المنطقة، مما يدل على حالة القلق وعدم الاستقرار. وبدلاً من التركيز على الأبعاد الإنسانية المؤلمة للحروب، تروج وسائل الإعلام الرسمية لخطاب يشيد بالحرب كنوع من الشجاعة، بينما “يُنظر إلى الهروب منها على أنه جبن”. تعكس هذه الرواية العاطفية توجهاً يبرز الحرب كخيار شجاع، رغم أن التاريخ دائمًا ما يثبت أن آثار الحرب تكون كارثية.
وسط هذا المشهد، تظهر دعوات متزايدة من الأروقة الرسمية للتقليل من التورط في النزاعات الخارجية، حيث بدأ بعض رجال الدين يعبرون عن قلقهم من خسائر الحروب. الملا مختاري، على سبيل المثال، أثار تساؤلات حول علاقة إيران بالصراعات الجارية في فلسطين وسوريا، مُطالبًا بتحويل الأموال نحو معالجة الأزمات الداخلية.
ورغم هذه الأصوات الداعية إلى السلام، يواصل النظام تبني سياسات هجومية. إذ يسعى لخلق أعداء خارجيين لتبرير قمعه الداخلي. يعزز الصراع الفلسطيني قبضته الأمنية على المواطنين الإيرانيين، حيث يخشى من أن غياب التهديد الخارجي قد يؤدي إلى تفجر الانتفاضات الشعبية.
يؤكد المسؤولون الرسميون، مثل لاريجاني وشريعتمداري، أن هذه السياسات تهدف إلى حماية الأمن القومي، لكن الحقيقة تكمن في أن النظام الإيراني يخشى من أن أي انتكاسة في الخارج قد تؤدي إلى حراك شعبي داخلي يكون أكثر تدميراً.
الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو تصاعد الأصوات القلقة من النخب الحاكمة حول ضعف القوة الوطنية، مما يعكس وعيهم بأن الأحداث تسير نحو ما قد يكون هزيمة استراتيجية. هذه المخاوف قد تدفعهم نحو اتخاذ خطوات غير محسوبة، تؤدي إلى تصاعد الصراع بشكل أكبر.
في الختام، تبقى الأوضاع في إيران تحت ضغط هائل، حيث يسعى النظام إلى حماية ذاته من خلال توسيع نطاق النزاعات الخارجية، متجاهلاً الحقيقة المؤلمة بأن الحرب لن تكون سبيل إنقاذه، بل قد تكون القشة التي تقود إلى زواله أمام الغضب الشعبي المتزايد.