المجلس السوداني
المجلس السوداني

في تصريحات حصرية.. مسؤول محلي يكشف تطورات خطيرة بملف الإيواء بالدبة!

 

مدير الشؤون الإدارية ورئيس لجنة الإيواء بمحلية الدبة يكشف:

الحسن إبراهيم: 46 ألف أسرة وافدة استضافتها الدبة في الحرب

هجوم المليشيا على معسكرات زمزم ومليط المالحة أثقل كاهلنا.. وهذا نداء للمنظمات
14 حالة كوليرا سجلتها المحلية جميعها قادمة من الصالحة.. ونحاصر الأوبئة بالفرز والعزل
نُشدد على تسليم الإعانات يداً بيد للمستفيدين.. وتسرب الإغاثات للسوق لا يعنينا
العودة الطوعية تمثل التحدي القادم.. “قادرة” بداية التحوطات الأمنية.. والاستخبارات مسيطرة


حوار /الدبة – مهند ضمرة & محمد يوسف عبد الرحمن (ميدي)


كيف كانت بداية تعاملكم مع تدفق النازحين على المحلية؟

بدأنا العمل بصورة مؤسسية منذ الوهلة الأولى، إذ قرر المدير التنفيذي للمحلية تكوين لجنة إيواء تحت إشرافه المباشر، وتم تكليفي برئاستها. ضمت اللجنة مفوض العون الإنساني والجهات النظامية ذات الصلة، وبدأنا فوراً في تقديم المساعدات الإنسانية المطلوبة.


كيف نجحتم في عملية الإيواء، خصوصاً أن النزوح كان مفاجئاً وكبيراً؟

اعتمدنا على المدارس في البداية لأنها كانت مغلقة بسبب تعطيل العام الدراسي. افتتحنا أكثر من 23 مركز إيواء، ثم بعد توجيه الوالي بفتح المدارس، جلسنا مع الوافدين وبلغنا تراضٍ على الانتقال خارج المدارس. حالياً لدينا 3 مراكز رسمية:

  • حوش الجمارك
  • مركز الساحل والصحراء
  • مركز أزهري المبارك العفاض
    بالإضافة لتجمعات كبرى كـ:
  • حوش الجموعية في قوشابي
  • حوش مليط
  • تجمع الشاحنات

ماذا عن التدخلات الإنسانية لمساعدة الوافدين؟

وفرنا أكثر من 120 خيمة، إضافة إلى دورات مياه، شبكة مياه نظيفة، وكهرباء. تم تعيين مشرف أمني، ومشرف صحي، وآخر إداري في كل معسكر. كما نفذنا حملات رش ونظافة لتحسين صحة البيئة.


كيف تم توفير احتياجات الغذاء؟

كان التحدي الأكبر بعد الإيواء. بذلت المحلية جهداً كبيراً في تأمين الضروريات، لكن الدور الأساسي لعبته المنظمات الفاعلة، حيث تم توزيع إعانات غذائية شهرية طوال العامين الماضيين.


ما هي أبرز المنظمات الفاعلة في المحلية؟

  • الهلال الأحمر السوداني: الشريك الوطني لبرنامج الغذاء العالمي.
  • منظمة إضافة: الشريك الوطني لمنظمة الملك سلمان للإغاثة.
    كما توجد منظمات أخرى تُقدم خدمات في الإيواء والصحة والغذاء.

وماذا عن دعم رجال المال والأعمال؟

كان للتكافل الشعبي دور كبير، ونتوجه بالشكر لمجتمع الدبة. تدخلت الغرفة التجارية واشترت 120 خيمة بأكثر من 35 مليون جنيه. كما يساهم رجال الأعمال في تقديم مساعدات غذائية غير رسمية، فضلاً عن دعم ديوان الزكاة، واتحاد المرأة والشباب.


هل شكل موقع الدبة تحدياً لكم؟

نعم، موقع الدبة قرب نهر النيل وولايات كردفان ودارفور جعلها قبلة للنازحين. زاد ذلك العبء علينا، لكن تمكنا من استيعابهم وتأمينهم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.


هل هناك مخاوف أمنية بسبب تدفق النازحين؟

بالتأكيد. لذا، نتبع إجراءات أمنية مشددة، تشمل فحص أمني عبر الشرطة والمخابرات لكل وافد، وإنشاء استمارات بيانات. في التجمعات غير الرسمية، نقوم بجولات تفتيش دورية وتفقدية عبر الأمن والاستخبارات.


هل تحصلون على نصيبكم العادل من الإعانات؟

تُوزع الإعانات حسب الحصص التي تحددها مفوضية العون الإنساني، لكن نرى أن حصتنا أقل من العدد الفعلي للوافدين. ومع ذلك، جرى آخر توزيع بواسطة أمين عام الحكومة وتم بسلاسة.


هل تملكون الإمكانيات الكافية لتقديم الخدمات؟

يمكننا تغطية خدمات صحة البيئة، لكن نعاني من محدودية في الغذاء والصحة والإيواء بسبب قلة الموارد، فميزانية المحلية مخصصة أصلاً لسكانها. لذا نعتمد بشكل كبير على دعم المنظمات.


ما هو عدد الأسر الوافدة حالياً؟

حوالي 6,000 أسرة موزعة على:

  • 3 معسكرات كبيرة
  • 7 معسكرات فرعية داخل الأحياء
  • 5 تجمعات سكنية
    بالإضافة إلى 40,000 أسرة مستضافة في منازل داخل المدن والقرى.

هل لديكم خطط استراتيجية للمرحلة المقبلة؟

لا توجد خطة استراتيجية لاستقبال مزيد من النازحين بسبب ضعف الإمكانيات. تركيزنا الحالي هو على العودة الطوعية. بدأت العودة بالفعل، باستثناء مناطق زمزم والمالحة. لكن محلية الدبة ما زالت تستقبل وافدين جدد.


ما ردكم على اتهامات تسرب الإغاثات للسوق؟

نُلزم المنظمات بتسليم الإغاثة للمستفيدين يداً بيد، ولا نتسلم أي إعانات. تسرب الإعانات إن وُجد، سببه استلام بعض الأسر كميات تفوق حاجتها، فتبيع الفائض لتلبية احتياجات أخرى، وبالتالي المحلية غير مسؤولة عن ذلك.


ماذا عن الأوبئة مثل الكوليرا والضنك؟

لم تُسجل أي حالة حمى ضنك حتى الآن، أما الكوليرا فتم رصد 14 حالة فقط، جميعها من الوافدين القادمين من الصالحة. لدينا مراكز عزل وفرز، وتمت السيطرة على الوضع، بفضل دعم وزارة الصحة واليونيسيف وفريق الاستجابة السريعة بالمحلية.


هل أنتم مستعدون لفصل الخريف؟

استعداداتنا محدودة بسبب قلة الإمكانيات. وفرنا لودر وقلاب، وشكلنا غرفة طوارئ للخريف، لكن الطرق الرئيسية تخضع لسلطة وزارة الطرق، ولا نستطيع قانونياً التدخل فيها. مشكلتنا الرئيسية تكمن في وادي الملك.


رسالتكم الختامية؟

نناشد المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية تكثيف جهودها، فمحلية الدبة تستقبل يومياً أكثر من 15 أسرة، بين مصابين ومحترقين وناجين من رصاص المليشيات. نحتاج لتدخلات صحية عاجلة، خصوصاً في ظل ما تتعرض له مناطق زمزم والمالحة من هجمات تُعد جر. ائم حرب مثبتة.


 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.